درويش عبدي يتحدى احمد بك
خيري شنكالي -
كان احمد بك رئيس عشائر حيدران وحسنان وزيلان البالغ عددهم اربع وعشرون الف عائلة في كوردستان الشرقية ،
قال في مجلسه(
والله اذا قبضت على درويش عبدي سأهينه في مجلسي،كيف يعطي له الحق لنفسه و
هو ايزدي ويعشق عدلة المسلمة؟ ) سمع درويش الخبر مما اثار قلقه، انطلق
درويش من ويران شار متنكرا وتوجه نحو الشرق حيث مضارب عشائر حيدران وحسنان
وزيلان رئيسهم احمد بك في كوردستان ايران وتوجه نحو خيمة احمد بك وسلم على
الحراس الموجودين في الخيمة القريبة منه.سمح له الحراس بالذهاب الى خيمة
احمد بك وجلس بالقرب من الغلمان في باب الخيمة، استفسر منه الجالسين عن
كونيته فأدعي بأنه ايزدي فقير قادم من الغرب للبحث عن عمل واخيرا عرف احمد
بك بأن هناك شخص ايزدي تحت خيمته .فناداه وتقرب منه وسأله عن درويش عبدي
ومدى علاقته بعدله فأجابه بنعم ومعرفته له اضاف احمد قائلا ( ما عيب وهو
ايزدي الديانة له علاقة مع عدلة المسلمة؟ الله يشهد اذا قبضت على درويش في
يوم ما سوف اهينه في مجلسي). اجابه درويش انك حر وانا لست بعلاقة معه بل
جئت من اجل كسب العيش.بعد ان ذهب احمد بك الى خيمة النوم عاد درويش الى
خيمة الحراس ومكث معهم في تلك الليلة وفي الصباح تجول بين الخيم بحجة العمل
ولمدة حوالي اسبوع كامل وفي كل المساء كان يأتي الى خيمة الحراس للأستطلاع
وجمع المعلومات عن احمد بك ومن ثم عاد الى ويران شار في كوردستان
الشمالية، والده عبدي كان يشك في امره ولكن لم يصارحه بمشكلته.
في احدى
ألأيام اتفق مع شابين من عشيرته(الشرقي ) ان يذهبان معه الى مكان ما احدهم
ينتحل صفة درويش وألآخر ينتحل صفة خادمه مقابل وعد زواجهما داخل العشيرة
وعلى حساب درويش. وفي الصباح ارتدى احدهم ثياب درويش وحمل سيفه وركب فرسه
فقال له درويش ألآن انك درويش وقال للآخر انك خادم درويش وارتدى درويش
ملابس العمل ورافقهما.
وذهب الجميع الى مضارب احمد بك رئيس عشائر حيدران
وحسنان وزيلان في كوردستان الشرقية وكان الوقت مساءا وارشدهم درويش بأن
يذهبا الى خيمة احمد بك بصفة درويش عبدي وخادمه، وهو يذهب الى خيمة الحراس
اذا حدث شيء سوف ينجدهما. عند دخولهما الخيمة نهض الجميع ألأستقبالهما جلسا
الى جانبي احمد بك، سألهم احمد بك من انتما ومن اين جئتم؟ فقال احدهم انا
درويش عبدي وألأخر قال انا خادم درويش، غضب احمد بك واوعز المحيطين به ان
يمسكوهما وربطهما ومن ثم قال له انك ذلك الرجل تمدح بحبك لعدلة تمر باشا
والله سوف نهينك هذه الليلة. كان درويش الفعلي يراقب كل حركة داخل الخيمة
وله علاقة وطيدة مع الحراس . بعد ذهاب احمد بك الى النوم في الخيمة
المجاورة .عرض درويش مساعدته للحراس بدلا عنهم فوافقوا على ذلك وقام بربط
جميع الحراس ومن ثم ذهب الى خيمة احمد بك فك الرباط عن اصدقاءه وقاموا بربط
احمد بك وجاؤا بزوجته ووضعوها بجانبه وقال له درويش انا درويش عبدي
واستطيع ان اهينك واهين زوجتك امامك ولكن ليست من شيمتنا اهانة ألأخرين ،
فاعتذر منه احمد بك واقسم بالله ان لايخونه طول العمر . وخرجوا من عنده
وعادوا الى ويران شار ومن ثم نفذ درويش وعده تجاه الشابين وتزوجا على حسابه
اضافة الى منحهما قطيعتي غنم وخيمتي شعر لهما .
المصدر:
*
في يوم 28/10/2007 اخذت المعلومات من السيد عرب دربو ابراهيم ئومكي جتو من
مواليد قرية كرسي 1942 ومن فخذ البازويي / عشيرة الدخي يقطن مجمع خانصور
–ناحية الشمال – قضاءشنكال التابعة لمحافظة الموصل عندما كان ضيفا لدي في
السليمانية