Admin Admin
عدد المساهمات : 112 366 تاريخ التسجيل : 07/07/2011 الموقع : www.spyav.alafdal.net
| موضوع: الأيزديون في سوريا هوية غائبة أم مغيبة ؟ القسم الثاني الإثنين أغسطس 29, 2011 12:02 am | |
| الأيزديون في سوريا هوية غائبة أم مغيبة ؟ القسم الثاني | لافا خالد | الخميس 19/06/2008 | يسكن في هذه المناطق عدد جيد من الايزديين ورغم أنهم كانوا بعيدين من مناطق الايزديين في سوريا إلا أنهم كانوا قريبين من مناطق الايزديين في شمال كوردستان هنا بهذه المنطقة يسكن الايزديون في: -1ضمن مدينة حلب وفي الأحياء التالية : الشيخ مقصود - بستان باشا - سريان قديم - سريان جديد - سيف الدولة- -2في بلدة عفرين 3- في قرى -1 قيباري ( عشقيبار) -2قسطل جندو 3- فقيرة 4-جنديريس تحت مجهر الواقع الاجتماعي ثمة آراء مختلفة بين واقع يشهد وزمن يتبدل الايزديون وكما يروي معظمهم إنه بسبب الاضطهاد الذي لاقوه من قبل غيرهم اضطروا التجمع في مناطق خاصة تجمعهم لذلك تجد قراهم في مناطق بعيدة بعض الشيء من مناطق الآخرين ككل الشعوب التي عانت من الاضطهاد مثل الدروز والعلويين في سوريا وفي المدن تجدهم أيضا متجمعين في حارات خاصة وقريبين من بعضهم وإن تبدلت أماكن تجمعهم قليلا في الزمن القريب الحاضر ؟ علاقاتهم بالآخرين قائمة على الحذر والخوف ولكن مع ذلك فإنهم يحبون التجمع والمناقشة الحرة والعيش مع الآخرين في سلام وأخوة ويتعاملون مع الغير بكل احترام وأدب وهم يحبون الضيف كثيرا ولكن بسبب ما لاقوه من غدر من الغير فان تعاملهم يبقى ضمن نطاق الخوف والحذر والأيزديون عشائر وقبائل وهم قريبون من الحياة البدوية في التعامل ومن الحياة المدنية كذلك فهم يعيشون حياة وسط بين هذا وذاك ولايضمرون أي حقد أو كراهية ضد احد في المجتع الايزدي ترى حياة خاصة وفي مقدمتها الزواج والكريفانية فكما هو معروف يتألف المجتمع الايزدي من 3 فئات: 1- الشيخ 2- البير 3- المريد ويحدث الزواج ضمن هذه الفئات أي الشيوخ يتزوجون ضمن فئتهم وكذلك البيرة وكذلك المريد فلا يجوز لفئة من تلك الفئات الزواج من غير فئتها أو من أتباع الديانات الأخرى وحتى ان كل الشيوخ لا يتزوجون من بعضهم فهم فروع ويجب أن يتزوج كل فرع من فرعه وكذلك البيرة أما المريد فإنهم يتزوجون ضمن فئتهم بحرية. بين مطرقة القومية وخصوصية الديانة سندان الوضع الاقتصاد لا يستثني أحدا ربما لأنهم كوردا وربما لأنهم ذو خصوصية أشد, الواقع الاقتصادي لا يختلف كثيراً عن البعد الاجتماعي, اغلبهم مجردين من الجنسية, وعلى ضوء ذلك فانه لا يحق لهم العمل في الوظائف الحكومية فيضطرون للعمل اليدوي أو الزراعة أو ما شابه، ليس لأنهم غير سوريين بل لأسباب تبدو سياسية صرفة فمثلا الباحث (فرماز غريبو) كان يملك الجنسية السورية وخدم في الجيش السوري كضابط وبعد أن أنهى الخدمة العسكرية جردته الدولة من الجنسية السورية دون سبب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فانه لا توجد في مناطق وجود الايزديين والكورد عامة الايزديين معامل بالرغم من المساحات الشاسعة غير المستثمرة , لذا فاعتمادهم بشكل رئيس هو على الزراعة والتي تلعب الدور الرئيس في حياتهم الاقتصادية وهم في مجملهم فقراء لان اعتمادهم على الزراعة أيضا لاتدر عليهم المال الوفير هم أيضا ضحايا الأراضي التي سلبت منهم وتم توزيعها على المغمورين عرب الرقة وحلب , في السنوات القليلة الفائتة بعد هجرة الايزديين إلى أوربا صار المهاجرون يرسلون الأموال إلى أهلهم في الوطن مما ساعد على تحسين وضعهم المعيشي بعض الشيء وساعد البعض على ممارسة بعض الأعمال التجارية الخفيفة كتجارة الحبوب والبيع المفرق ويبقى نطاق عملهم في إطار معين لكون معظمهم مجردين من الجنسية السورية. الواقع التعليمي ومفارقات كثيرة كما أكد الكثيرون منهم فإن الايزدية من الناس الذين يحبون العلم والمعرفة لذلك يبحثون عنها بكل شغف ويرجعون سبب واقعهم التعليمي المتراجع فيما مضى الى الخوف من أتباع الديانات الأخرى بسبب عقيدتهم الايزدية ,كل ذلك جعلهم بعيدين عن مجالات العلم لوقت طويل جدا وعندما أنشئت المدارس في قراهم أرسلوا أولادهم إلى تلك المدارس من الذكور والإناث ولكن كانت النسبة بين الإناث ضعيفة بسبب الوضع الاجتماعي والديني معا ليس بين الايزديين فقط وإنما بين المجتمع الشرقي عموما وقد تابع الطلاب الايزديون الدارسة في المراحل الإعدادية والثانوية أيضا رغم كل الصعوبات وحتى بالمراحل العليا من الدراسة في الجامعات والمعاهد وتخرجت أعداد جيدة منهم من تلك الجامعات من مدرسين ومحامين وغير ذلك ولكن ثمة أسباب تحكمت بالواقع التراجعي العلمي عندهم كما تشير النخبة المثقفة منهم وهو خصوصية دينهم والسياسة القائمة التي عاملتهم بخصوصية اشد وكذلك تجريد الكثيرين منهم من الجنسية بالإضافة للواقع المعيشي المؤسف والفقر الذي حد من طاقات كثيرة ومن مواهب لم تجد ضالتها ذات يوم كل ذلك في المدارس الايزدي مجبر ان يدرس التربية الدينية الإسلامية غير مسموح لهم بدراسة أصول دينهم كون الديانتين الإسلامية والمسيحية فقط المقررتين من وزارة التربية الأمر الذى أدى الى ترك البعض منهم مقاعد الدراسة بسبب التمييز والإهانة كما أشار البعض ولعل التجريد من الجنسية السورية شكل مرضا عضالا للايزديين فصار الطالب وأهله يفكرون ويقولون ما الفائدة إذا درس الفرد عشرين سنة وبعد ذلك يقال له لامكان لك ولا فائدة من هذه الدراسة ويوجد الكثيرون الذين حصلوا على الشهادات الجامعية ولكن بسبب كونهم مجردين من الجنسية لايستطيعون العمل فكل الأبواب مسدودة بوجهه هذا إذا سمح له أصلا بالدارسة لان الكثير من الايزديين مكتومي القيد فان كانت ألام مواطنة والأب مجرد من الجنسية فان الطفل لا يسجل في السجلات المدنية ويبقى مكتوم القيد ولذلك إذا درس ذلك الطفل وان نجح في الفحوص بالشهادة الإعدادية والثانوية فانه لن يمنح شهادة التخرج وإنما تعطى له ورقة عادية من مديرية التربية وتصادر شهادة تخرجه فلا يستطيع متابعة دراسته وكأنه لم يدرس ,الطبيب المتخرج في الجامعة لايستطيع العمل كطبيب والحقوقي المتخرج في كلية الحقوق لا يستطيع العمل كمحام أو قاض وكذلك بالنسبة للمجالات الأخرى هذه مجالات للعمل الحر أما المجالات المتعلقة بالدولة فانها محرومة على المجردين من الجنسية تماما. ومن ناحية الوضع المعيشي وتأثير ذلك على الدراسة فكما نعرف فان مراكز الدراسة بعيدة عن مناطق الايزديين أي الجامعات والمعاهد واقرب جامعة تبعد عنهم 400كم وهذا يحتاج إلى سفر والى سكن وبالتالي إلى مصاريف كثيرة وليس بإمكان كل الناس تحمل ذلك لذلك فان معظم الطلاب يكتفون بإتمام الدراسة الإعدادية أو الثانوية الوضع الديني للايزديين في سوريا: يعبرون عن واقعهم الديني بالمؤسف , فشرع الله يتسع للجميع والوطن مفترض انه للجميع وبين النظرية والتطبيق طبول ومزامير ,هم محرومون من حقوقهم الدينية ومن ممارسة طقوسهم الخاصةو تعلم أصول دينهم في المدارس ناهيك عن أنهم مجبرون على دراسة الدين الإسلامي الحنيف ويؤكدون أنهم ليسو ضد تدريسها لهم ويحترمون كل عقائدها ولكن لهم دينهم وللايزديين دين , بالإضافة لغياب دور العبادة حتى إن كانت هناك بعض المراسيم الدينية فإنها تتم في قوقعة مغلقة لاعتبارات كثيرة وحرية الرأي المتاح لهم لا تختلف عن سقف الحرية لهذا الشعب بطوله وعرضه ويشير البعض منهم الى إن شهادتهم أمام المحاكم الشرعية غير معترف بها بل يعتبرون كفارا فكيف بممارسة الشعائر التي تدخل في جوقة المحظورات. الايزديون في سوريا لم يكن لهم أي تنظيم سياسي وليس لهم موقف سلبي من أي جهة حزبية أو نظام حكم يعتبرون أنفسهم مواطنين سوريين وان جردوا من جنسيتهم السورية وهم من الناحية القومية وكما قلنا سابقاً كورد اقحاح ومطالبهم هي أن يتمتعوا بالحقوق المدنية والثقافية و يسمح لهم بمزاولة شعائرهم الدينية علناً وان يسمح لأولادهم بدراسة مبادئ ديانتهم في المدارس وعلى جميع المستويات إضافة إلى الاعتراف بديانتهم دستوريا وتضمين حقوقهم كاملة. لا أظن بأن ايزديي سوريا في داخل سوريا وفي خارجها أيضا يميلون إلى تيار سياسي معين ،ولا يريدون أيضا الانضمام إلى كيان سياسي معين أو مساندته وهذا الشيء يعود إلى أسباب عديدة مرتبطة بتاريخهم المرير والظلم الذي لاقوه من قبل الغير حتى في الخريطة السياسية الكوردية بالرغم من التعداد الرقمي الكبير لعدد الأحزاب لا يوجد قيادي كوردي واحد من الايزديين. أكثر من رأي في قضايا ايزدية شائكة إذن الايزدية هوية قائمة بذاتها ولها خصوصيتها التي تسعى مع طيف المجتمع الكبير أن يكون لها موطئ قدم وتستعيد مكانها في لوحة جميلة من فسيفساء التشكيلة السورية ولكن يلومون من كان السبب في تردي أوضاعهم وغيابهم أو تغييبهم, والحق يقال أنهم يحملون أنفسهم الغياب الكبير الآن في زمن تبدلت أشياء كثيرة وعلى صعيدهم الداخلي الخاص تتحمل مرجعياتهم بعض أزمات مجتمعهم فهي موجودة كمرجع روحاني وغائبة لتصيغ معهم خرائط وخطوط أخرى قد لا تكون من مهمتها فعل ذلك ولكن بما أن الواقع الايزدي استثنائي فتكافل كل جهاتها كان ولا يزال مطلوبا على غرار أقليات كثيرة تتشابه معها ببعض الحلقات في زمان واحد وظروف متقاربة كل ذلك دعا المجتمع الايزدي ان يتخبط هنا وهناك ليجد آلية عمل تبلور مطامحه وتطلباته وخياراته السياسية شاء من شاء قضية الايزديين هوية مغيبة وهي من مهمات النخب الثقافية والجيل الشاب الجديد وقوى المجتمع المدني للمطالبة ببديل حقيقي للواقع السلبي وهو إعادة رسم الخريطة ليكون الدين فيها لله والوطن للجميع وتثبيت حقهم في الدستور السوري والاعتراف بوجودهم قانونيا وكل ذلك مدعاة لتقوية اللحمة الوطنية.
Taakhi |
| |
|