بير هادي : ايزيدي فوق العادة -------------------------------------------------------------------------------- عنوان هذا المقال مستوحاة من برنامج أداعي كان يعرض أسبوعيا على احدى محطات سوريا الاداعية باسم(فايز فوق العادة) وكان يعرض في كل حلقة قصة من قصص الخيال العلمي, ظاهرة فوق العادة, ولكن لماذا ايزيدي فوق العادة؟؟؟ اتذكر ايام البعث البائد عندما لم يكن لكثير من الايزيديين هم سوا ان يبرهنوا انهم بعثيون فوق العادة ولم يكن يهم الكثير من الايزيدين وكا عادتهم الان من الطبقة الحاكمة من الايزيدين على رقاب الايزيدين يقوة الغير ولا حتى الطبقات الأخرى الادنى في سلم التطور الفوق عادي حزبيا ووطنيا, الشهادات والمال وتحسين مستوى اسرهم ومجتمعهم علميا وماديا وأخلاقيا, ولكن الهم الاكبر كان كيف تبرهن فوق عاديتك وفوق بعثيتك وولائك لشعار امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة. وخاصة فوق عاديتك في ولائك للغير اكثر حتى من نفسه هو , فمثلا الكثير من الايزيدين بدلا من استخدام الحزب والسلطة لمصلحة مجتمعه ودينه كان يستعملها لتدميرهما, فقط لكي يستحسن رضا أسياده وذلك لمصالح شخصية( كانوا هم يروها مصالح وفي الحقيقة كانت ابعد مما تكون مصالح) اكثر من سخيفة, والان تتحكم نفس الطبقة ونفس العقلية بعنق الايزيدياتي كمجتمع وكثقافة, لابل حتى الذين كانوا يقولون ويدعون الضد من هذا التوجه أصبحوا شبيهين بهم. الان دعنا نستعرض قليلا من الماضي لكي يكون الحاضر مفهوما ايزيديا. في الماضي قضينا سنين وسنسن تحت شعارات البعث في امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة وغيرها الكثير وكنا نؤذي بعضنا البعض بالحزب والسلطة, فماذا كانت نتيجة تلك العقلية البعثية الفوق عادية, تدمير النفس لصالح الغير وطنية زائفة زائلة جيل او اجيال معتمدة كليا على الغير معتمدا على عقلية الكلب الوضيع لكي يحصل على رضا اسياده و لقمة العيش ترك الامور المهمة جانبا مثل التعليم وتحسين المستوى الثقافي والعلمي, ماذا جنا الايزيدين البعثيون الفوق عادين وعوائلهم, اغلبها حتى الأن امية تربية وعقلية وفلسفة حياة تعتمد على ايداء الغير لكي تحصل على لقمة ترمى له باعتباره المنفذ الاعمى لمطالب واستراتيجيات المهيمن أي كان, مصالح شخصية فوق كل مبادء الانسانية و الاخلاق وحتى فوق الله( مع كل الاحترام للشرفاء) تم الانتماء الى الاحزاب الجديدة احزاب ما بعد الحرب لكي يكونوا ايزيدين مرة اخرة فوق عادين بوطنيتهم وشعورهم القومي ولم يتبدل لهم شي والزمان لا يزال متوقفا, فقط تغيرت صورة الزعيم واسم حزب( هذا لايعني عدم اختلاف الأحزاب الجديدة عن البعث ولكن الايزيدي لم يتغير ولا يريد ان يرى تغيرا ويمارس نفس الأساليب والألاعيب القديمة) ولكن الايزدي الفوق عادي في وطنيته وولائه الفوق عادي لم تتغير ولا اسلوب الترهيب واستخدام قوة الغير في ايذاء الايزيدي الاخر تغير, وايضا لم يتغير في ان الايزيدي مضطهد وغير معترف به كمواطن يساوي غيره من المواطنين, استغلال لقدرات الايزيدية البشرية في مشاريع الغير وتدميره علميا وثقافيا وخلاقيا, بالإضافة الى ما تعانيه الايزيدية من سوء الخدمات في مناطقهم والارهاب الذي ينهش في لحمهم يوميا دون ان يكترث الايزيدي الفوق عادي ولا فوقه الالهي بالنسبة له. اين نريد ان نصل؟ أنا ومن خلال ملاحظاتي وقراءاتي في صفحات النت الايزيدية ليس هنالك للايزيدي حديث اخر الى حديث القومية وانتمائه الحزبي , فيما اذا كنا اكراد ام لا؟بارتيين, يكتيين ام حركيين؟ ونحن نتخاصم فيما بيننا في صفحاتنا وحواراتنا وحتى في امسياتنا الليلية رغم اني اشك في حتى ان الاخر الذي من المفترض ان الامر يهمه ايضا يقرئ حتى ما نكتبه ويستمع لما نتخاصم من اجله, اصبح الايزيدي الوطني والقومي الفوق عادي مرة اخرى بالمرساد لكل من يكتب او يحاول ان يشطح ولو قليا عن مسار اسياده كما كان الحال في ايام البعث واصبح النت كما الشوارع مليئة تتحدث في موضوع واحد يتيم القومية وولائنا القومي والحزبي والشجار يعم الساحة, وليس هناك غير هذا الحديث وكاننا لا نعاني الى من انتمائنا العرقي والحزبي. بيت القصيد هنا الى اين سيؤدي بنا هذا, وماذا لو كنت كرديا ام عربيا ام فارسيا هل هذه مشكلتنا وماذا لو كنت كرديا وغير مرحب بي كرديا وضعيفا وجاهلا ام عربيا, الشخص سيحترم أي تكون قوميته لو كان يملك العلم والمؤهلات الضرورية للعصر الحالي والكرامة والاخلاق. علينا ان نركز على تحسين احوالنا المعيشية والعلمية اذا كنا لا نستطيع كمجتمع لاننا تحت رحمة الغير والايزيدي الفوق عادي والقرار ليس بيدنا دعونا نبدء عائليا, فبدل ما نرسخ هذه الثقافة السائدة ثقافة الايزيدي الفوق عادي وبكل الالون وحسب الطلب, عربيا مرة يحارب من اجل القدس كرديا تارة يحارب لتوحيد كردستان الكبرى وهو في كلا ألحالتين غير مسموح له بان يكون في المقاعد الأولى عند اتخاذ أي قرارات, ضعنا نركز على انفسنا ضعنا نكود اكراد عادين مثل كل الكرد او ايزيدين او مخلوطين او عديمي الطعم والرائحة قوميا ونعطي هذا الموضوع حقه ونمضي في سبيلنا لكي نحل مشاكلنا الأكبر, لماذا لانفكر في المشاكل التي طرحوها بعض الأخوان, فيما يخص الاصلاحات الدينية نفكر في مشروع الاحوال الشخصية الايزيدية ,حقوق المرأة ومحاربة ومحاسبة المخالفين. لماذا لا نباشر في بناء بعض البيوت الايزيدية وتاهيل كوادر دينية ملمة بالدين والتاريخ الايزيدي والغير لكي يكونوا عصرين ويتخدوا القرارات فيما يخص الاصلاحات الدينية ويقوموا كل اربعاء أسوة بالغير بهداية الناس, او في تحسين حال المدارس التي أصبحت بدورها بؤر للتخلف والرشاوي والمنازعات الحزبية والوطنية الفوق عادية, كيف سنواجه المستقبل بهكذا مدارس وكوادر تدريسية, ولكن لأيهم الايزيدي مادام ايزيديا فوق عاديا ووطنيا وقوميا أكثر من مؤسس الفكرة. في شجار على الفيس بوك بين ايزيدي عراقي وايزيدي روسي فيما اذا كنا اكراد اصلاء وايزيديون دينا او ايزيديين دينيا وقوميا, تدخلت وقلت لكيهما عليكما ان تصبحوا رياضيين معروفين او علماء او اطباء تجارا مهرة او حتى انسان نزيه ذو كرامة ستكون روسيا مرحبا به ايزيديا اوكرديا. لو انك تملك المؤهلات فانت الذي تفتح الطريق امام نفسك وغير ذلك ستصبح مذلا ومجرد ايزيدي فوق العادة. لو ركز كل ايزيدي على تحسين مستوى عائلته ماديا وعلميا واخلاقيا لكان الايزيديين بثوب اخر لا اعتمدوا على مقدراتهم المادية والعلمية وتخلصوا جزئيا من ضغط الاخر الذي يسيطر بقوة المادة التي تحتاجه الكثير من الايزيدين بسبب ضعفهم المادي والعلمي وكان مرحب به اكثر لو اراد ان يكون كرديا ام عربيا ام اوربيا, وحصل على وظائف ومناصب ومكاسب اكثر, لكن ان تكون مجرد ايزيدي فوق العادة وتحارب داخل مجتمعك فقط لكي تخرب وتدمر وتفسد فقط لكي تبرهن فوق عاديتك لن يؤدي بنا الى أي مكان. مثال اخر في حديث مع صديق فوق عادي كان ينادي بقوميتنا الكردية ليل نهار دون ان يكثر لاي شيء اخر, وقلت له يا اخي تلفت الى مشاكلك وحاول فعل شيء لعائلتك وكن كرديا عاديا ككل الاكراد, وقلت له انت ماذا ستحصل بمستواك البسيط هذا هل سيؤدي بك المطاف لكي تكون حارسا على باب احد البعثين؟!!! وفعلا بعدها اصبح حارسا على احدى المقرات الحزبية التي كان المسؤول فيه بعثيا محنكا......... اتمنى ان تكون جزء صغيرا من الفكرة قد وصلت وللحديث دائما بقية................