عيد اربعينية الصيف للأيزديين: خيري شنكاليكما هو معلوم ...... يعود جذور البعض من طقوس واعياد ألأيزدية الى آلاف السنين الماضية ، ولمعظم هذه ألأعياد علاقة جدلية ووطيدة بألأرض والطبيعة ومواسمها. في الحقيقة كان ألأيزديون يمارسون هذا العيد قبل مجىء شيخادي بن مسافر الشامي الهكاري (467 – 577)للهجرة من بعلبك الى لالش، بل اعتكف سيدنا نوح عليه السلام في لالش بكهف (Chile xane) وصام فيه اربعون اربعينية صيفا وشتاءاَ وخلال عشرون سنة متتالية ومازال كهف الخلوة الخاص بأل(chile xane).موجودة بأسم سيدنا نوح (ع) وتفيد المصادر الشفاهية بأن النبي نوح قد امر معيته في السفينة اثناء الطوفان بالصيام اربعون يوما وقد قضوا بعض الصيام في السفينة وألأخرى بعد ارسائها على الجودي وفي طريق العودة الى موطنهم لالش (لآن الطوفان فار من التنورعندما كانت السيدة روشي زوجة احد ابناء النبي نوح (ع) تريد اشعال التنور ، ولم يشتعل الحطب فقالت ليقوم عليك الطوفان، وفار التنور كما ورد في القرآن الكريم ) ومازال آثار منبع الطوفان موجودا في (ئيسفني- اي عين السفينة باللغة ألأرامية ويقصد سفينة نوح ).... وعند وصولهم الى لالش لم يكن هناك مياها نظيفا بسبب ألأنجرافات الطينية والطمى وبحث نوح ويثرون وشمسان عن الماء وقد رفع النبي نوح (ع)صخرة ونبع منها الماء الزلال (العين البيضاء الحالية )التي كانت موجودة قبل الطوفان وقد طمرت ، وعندما خرجا الماء زلالا وصافيا فسمي نوح بالبيضاء لصفائها ونقاوتها وقد كتب على تلك الصخرة التي رفعها كلمة للذكرى على هذا النبع وباللغة ألأرامية ولكن لايعرف هل على تلك الصخرة المسيجة قرب العين التي تسمى بصخرة بقايا طينة آدم ام ضخرة اخرى ؟
بعد مجيء شيخادي الى لالش واتخاذه مقراً للعبادة والتزهد ، تطور هذا العيد والذي يسمى ب (عيد اربعينية شيخادي الصيفية)،وكان قدس الله سره يصوم اربعين يوما في مربعانية الصيف الحارة وبالتقويم الشرقي واربعين يوما في مربعانية الشتاء القارصة ، ومن ثم يليه العيد، حيث كان الشيخ الزاهد تاج العارفين يصوم في كل المربعانيات الصيفية والشتوية ويسمى ب(Chile xane )ومعه تلاميذته ألأربعون مجاهدين في العبادة والدعاء والحمد والشكر لله سبحانه وتعالى وتلاوة القصائد والتراتيل الدينية مع ضرب الدفوف والناي.
قال بحقة شيخ المتصوفين عبدالقادر الكيلاني قدس الله سره(لو كانت النبوة بالمجاهدة لنالها شيخادي). ولزيادة المعلومات ارتأينا بنشر قائمة لأسماء تلاميذته اولئك اللذين كانوا منهمكين معه في العبادة والتزهد وهم :
1) محمد رش (محما رشان)
2) حسن مام حمه
3) عيسى بير مروان
4) عمر القبيص
5) حسن الحصري
6) جندي الخوري
7) قضيب البان(قديبلبان- قره بلبان)
محمد الشنبكي
9) سعيد البدوي
10) برهيم الرسلي
11) قيد البوزي
12) حجي رجب البيرستكي (حاج رجا البيرستكي)
13) مير محمود القلاني
14) خدر الهكاري
15) علي توكل
16) علي وردة
17) خشف الدنوسي
18) جلال البوزاني
19) عبد العزيز شادي
20) داود تخوبي
21) برهيم قونس
22) محمد النبوسي
23) سعيد الياهو
24) محمد المزرعي
25) مسرك ختي
26) شيخ نعمان
27) شيخ فتيان
28) شيخ مطر
29) شيخ بشير نجم
30) جميل سلام
31)شيخ اصلان
32) حسن البرخوري
33) بوبكر قرقوري(ابو بكر القرقوري)
34) محمد شمس
35) داود تخريبي
36) محمد ربان
37) اسحق الكردي (اظن انه السلطان اسحاق الكردي – شيخ الكاكائية (الكاتب ) )
38) سليمان البابكو
39) شيخ فخر
40) ...............
ويصادف العيد أيام 30 و31 من شهر تموز و1 و2 من شهر آب/ من كل عام(الفرق بين التقويم الشرق والميلادي ثلاثة عشر يوما).
ورغم مرور الزمن، تراث ألآباء وألأجداد ألأقدمين خالد ولا يزول،واليوم احفادهم من الكواجك ورجال الدين والقوالين يتواجدون في لالش للعبادة والصيام واداء الطقوس الدينية.ويبتعدون عن ملذات الحياة .. هذا ويزورهم رئيسهم الروحاني وألأب العظيم بابا شيخ(ختو حجي بابا شيخ) في لالش النوراني المقدس التي تعتبر خميرة ألأرض حسب ميثولوجيا ألأيزدية)، كما ترافقه جوقته الدينية من الروحانيين على سبييل المثال لاالحصر هم بيشمام / بابى كافان/ بابى جاويش ...الخ .وجمهور غفير من مناطق ألأيزدية
تقوم العوائل المتمكنة وألأغنياء من تقديم القرابين والذبائح ويستضيفون المعيدين كما يوزع الخيرات على الفقراء والمساكين في سبيل الله وثوابا للموتى.
ويجب ان يطبخ السماط في هذا العيد ويقدم للضيوف، وهي عبارة عن عدة انواع من الحبوب والحليب واللحم ، هذا في منطقة شيخان، اما في جبل شنكال فهناك اسلوب آخر من التقاليد ، حيث يقدم الفلاح الشنكالي حصيلة منتوجاته الزراعية الى المعيدين في دورهم او يجتمعون في ديوان كبير القرية او احد الوجهاء الدينيين ويفتخرون بمحاصيلهم، حيث يقدمون اطباق من العنب والتين والبطيخ والرقي وكذلك الخبز الحار و اللبن والمطبوخات الدسمة ،هنا تبين العلاقة التعايشية بين الفلاح والطبيعة.
لذا نقول كل عام وانتم بألف خير.
methra2002@yahoo.com