14 آب يوم الشهيد الإيزيدي
فرماز غريبو 18-8-2011م
لقد اعتدنا نحن الإيزيديون على أن نقول بأننا تعرضنا ل73 فرمان (مذبحة
)جماعية,لأن آباءنا وأجدادنا قد قالوا لنا هكذا ,لكن حسب قناعتي الخاصة
وأنا متأكد بأن هذا لكلام غير دقيق ,لأن ما تعرضنا له ليس بهذا العدد وإنما
يتجاوز ذلك بكثير ,ولكن قد تم إحصاء هذا العدد ومن ثم ذكره لنا وللآخرين
,فحسب ما يرويه التاريخ القديم والحديث ,تعرضنا نحن كإيزيديين للمذابح على
يد يد الغير منذ أن عرفنا التاريخ وعرفنا التاريخ بدوره ,أي منذ آدمنا وليس
منذ آدم الغير ,وقد وقفنا بوجه تلك المذابح ولم نستسلم لها حتى البارحة
ومذبحة كر عزير وسيبا شيخ خدري ,والآن ونحن نمر بمرحلة المذبحة البيضاء
التي لانراها لأن مال الدنيا وثروتها قد أعمانا ,فقبل الآن كنا نتعرض
للمذابح الحمراء والتي كانت بالأسلحة الفردية مثل السكاكين والمدي والسيف
والرمح ,كانت تستخدم وتراق الدماء ,لكن في الوقت الحاضر وكما ذكرت نتعرض
للمذبحة الرهيبة والتي لانحس بها رغم أننا نراها بأم أعيننا ,وقد نبهنا
أجدادنا وكذلك أقوالنا المقدسة إلى ذلك ,فعندما كان أجدادنا يقولون لنا
بأنه ستظهر تلال اللحم وسيهاجم عليها الإيزيديون دون تفكير طمعا وجوعا
وكنا صغارا ,كنا نتعجب من ذلك ونقول كيف ستكون هناك تلال اللحم ,والكبار
منا من أجدادنا لم يكونوا بتلك الدرجة من البصيرة والتفكير حتى يعرفوا ما
يقال ,لذلك جاءت أقوالنا المقدسة لتثبت ما كان يقال ,ولكن مع ذلك لم ننتبه
إلى تلك الأقوال لا العادية ولا المقدسة وما رأينا أنفسنا إلا وجها لوجه مع
تلك المذبحة البيضاء وهي أننا نرى بكل يوم ضياع أطفالنا من ذكور وإناث ومن
رجال ونساء, تضيع ولكن ليس الموت بالقتل بالسيف أو السلاح الناري وإنما
الضياع وباسلوبين 1-اسلوب جرهم بغسل دماغهم من قبل الغير من غير الإيزيديين
ودفعهم إلى الهروب ومن ثم إعتناق دين الغير ,ولكن بكثير من الأحيان يتم
ذلك بأسوب إرهابي كما نراه الآن مثل الخطف القسري ورغما عن تلك وأولئك كما
حدث للفتاة الإيزيدية دعاء والآن لخولة التي تم خطفها وأمام أعين رجال
القانون والمحاكم ,في الوقت الذي ينادي هؤلاء الجالسون على كراسي تلك
المحاكم بحقوق الناس ومبادئ تلك الحقوق ولكن كذبا ما يقولون ,وإلا فكيف يتم
خطف فتاة إيزيدية قاصرة من قبل الناس في وضح النهار وأمام وبمساعدة رجال
الأمن ,ورغم تدخل أناس شرفاء من الشيعة في العراق ومنع حدوث ذلك لكن رجال
الأمن ورجال القانون يعدمون القانون وينفذون مآرب القذرين ويخطفون معا تلك
الفتاة مرة ثانية ,هذا ما حدث الآن واليوم وحدث مثل ذلك قديما ويكفي قولا
عندما أقول بأنه كان يوجد 366 قرية إيزيدية في منطقة ولات خالتا بتركيا
والآن لاوتجد قرية واحدة ,أما في أوربا فصار الأمر عاديا ,حيث أنه عندما
كان شخص ما من الإيزيديين تسول له نفسه لسبب ما ,لطمع أو لخوف الخروج من
الدين الإيزيدي كان يجبر على الخروج من مناطق تواجد الإيزيديين ,لكن الآن
وفي آوربا صار ذلك نوعا من العادي بحيث أنه عندما يقوم شخص قذر من
الإيزيديين بالخروج من الدين الإيزيدي ليس لأن الدين الإيزيدي غير لائق أو
غير مناسب أو غير حضاري وإنما لشهوات نفسية وجنسية دنيئة يقوم هؤلاء بأعمال
مشينة ومن ثم يهاجمون الدين الإيزيدي ,لأن الطريق أصبحت مغلقة بوجههم بعد
ارتكابهم تلك الموبقات واللاخلاقيات ,وهنا نجد ذلك النوع من المذابح والتي
نرى موت الإيزيديين وهم أحياء وعدد هؤلاء أكثر بكثير من عدد الذين كانوا
يستشهدون على يد الغير موتا وبالسلاح الأبيض أو الناري ,فتجد الإيزيدي
يتحرك وفيه روح لكنه قد خرج من الدين الإيزيدي وصار خارج الجماعة ومات وهو
حي يرزق .
لو عدنا إلى آخر مذبحة من المذابح الحمراء والتي أرتكبت ضد الإيزيديين ’وهي
مذبحة سيبا شيخ خدري وكر عزير ,والمذبحة البيضاء التي بدأت قبلها ومستمرة
بعدها طبعا , نراها بأنها ذكرى وتذكرنا بما حدث في الماضي ضد هذا الشعب
المسكين ,أمام هذه الذكرى ماذا فعل الإيزيديون ؟
في يومها ووقتها خرج الإيزيديون ودفعة واحدة إلى الشوارع وخاصة في أوربا
,وكان على الشارع في مدينة هانوفر الألمانية حوالي 7 آلاف إيزيدي وكلهم
وبصوت واحد كانوا ينادون كف ظلما ,وكف إبادة الإيزيديين ,نريد السلام
والتآخي مع البشرية كل البشرية ,وبعد مضي الوقت صار الإيزيديون في وضع
متشرزم ومتفتت وذلك بدافع من السريين والذين يعملون في الخفاء ضد
الإيزيديين ولكن وللأسف يوجد بين هؤلاء من الذين يعملون ضد الإيزيديين
,إيزيديون وهم يتحركون تحت اشراف الآخرين كعبيد ذليلين,ولكن هذا لايعني عدم
وجود المخلصين للإيزيدياتي ,ولكن وهم يعملون بشكل منفرد يقللون من مكانة
تلك المذابح وتضيع تلك الآلام ولاتظهر أمام الآخرين من غير الإيزيديين ,فقد
أحيا هذه الذكرى الكثيرون ,في آوربا وفي الوطن ,في كرعزير بالذات مكان
حدوث الجريمة ,وقد اتصلت شخصيا مع الجماهير هناك هاتفيا وحييتهم ,كما شاركت
مع أخواني من لإيزيديين هنا في آوربا ,كما أحيا الذكرى آخرون ,لكن كيف كان
ذلك ؟
أحيا البعض بتوجيه من الغير وأحيا البعض بتوجيه من الذات ,لكن مع ذلك لم
يكن ذلك المطلب او المطلوب ,لذلك كان من الواجب إحياء الذكرى بشكل جماعي
ومن دون إرشاد أو توجيه من غير الإيزيديين , وليس بحضور 50 شخصا وإنما كان
من الواجب إشتراك الآلاف من الإيزيديين وغير الإيزيديين لإعطاء الذكرى حقها
,وإطلاع الغير على الحدث ,كما كان سيحدث شعور لدى الغير بوجود اتفاق
إيزيدي .
هنا وكرأيي شخصي أرى بأنه يجب :
1-جعل يوم 14 آب يوم الشهيد الإيزيدي ,ووجوب وقوف كل إيزيدي بهذا اليوم
وبالساعة 12 ظهرا دقيقة صمت استذكارا, ليس لشهداء كر عزير وسيبا شيخ خدري
,وإنما لإستذكار كل الشهداء من الإيزيديين والذين استشهدوا بسبب دينهم
الإيزيدي وعلى يد الغير من أعداء الدين الإيزيدي ,وطبعا مثل هذا الأمر
موجود عند كل المجتمعات والأديان ونحن كدين نحتاج إلى مثل هذا الأمر لتبقى
الذكرى خالدة عند الأجيال القادمة .
2-إعتبار مذبحة كر عزير وسيبا شيخ خدري مذبحة ضد البشرية ,وإبادة بشرية.
3-تحريك دعوى من قبل الحقوقيين الإيزيديين ولامانع من إشتراك الخيرين من
غير الإيزيديين في تحريك الدعوى ,لأجل الكشف عن الذين ارتكبوا تلك الجريمة
البشعة وتقديمهم لمحكمة الجنايات البشرية العالمية لينالوا جزاءهم العادل .
4-وجوب إحياء تلك الذكرى من قبل الإيزيديين وبشكل جماعي وليس بشكل منفرد ,أو تحت إشراف الغير .
وهنا أتوجه إلى :
1-حكومة أقليم كوردستان
2-جميع الأحزاب الكوردية بكوردستان العراق
3-الحقوقيين الإيزيديين
4-جميع المراكز والجمعيات الإيزيدية
5-جميع الأحزاب الإيزيدية
6-جميع البرلمانيين الإيزيديين
الأخذ على عاتقهم وتحمل المسؤولية التاريخية تجاه هذا الحدث ,والمساعدة في
التحرك وتحريك الدعوة بهذا الأمر والموضوع ,وذلك لأجل إعادة جزء من حقوق
الإيزيديين التي طالما ضاعت عبر العصور التي مضت.